أعـجَـبّـــني ^^ "متغيَر"

نادى و قد ضاقت الدنيا بحاجته
..
يا رب وعدك عند العسر باليسر

الأحد، 24 يونيو 2012

من تعبث بزر ألواني؟

أناس هلعة خائفة تركض في كل الاتجاهات أطفال يصرخون و أمهات يبكين إحداهما تركت رضيعها وسط الزحام و أخرى آثرت أن تختبئ مع ابنها المُقعَد خلف تلك الزاوية ، رجل سبعيني لم يكن يقوى الهرولة أصبح يركض و يدافع الناس ليسبقهم نحو اللامكان ، رجل يحمل ابنته بكلتا يديه و يغني لها لتهدأ و تنسى ما حولها و تستذكر الأمس القريب في نفس الساعة حين كانت بسريرها ، عجوز برداء النوم تلملم ما خف وزنه و زاد ثمنه هي متأكدة بأن ما تفعله ليس إلا اهداراً لما تبقى لها من ساعات في هذه الدنيا فالجميع يخلون المدينة إلى اللامكان و لابد من اللحاق بهم حالاً و لكن هذا هو طبع العجائز يجب ان تؤَّمن نفسها للأيام القادمة -إن نجت- حتى في أحلك الظروف ، فتاة تبكي على صدر حبيبها النائم يبدو أنه لن يستيقظ أبداً تسحبها تضربها أمها مع كتفها و كأنها تنبهها لما يحدث حولها و تصرخ في وجهها هيا لنهرب اتركيه و تعالي معنا يسحبهم الأب جميعاً ليلحقوا بالركب و عيناها لا تزال عنده و خدها على صدره ، الكل يركض الكل يهرب سواي أنا و كأنني في دوامة سحبت الجميع ، تدور بهم إلا انا تركتني مكاني واقفة على سطح مستوٍ اتابعهم بعيني لا اتحرك و البلادة تملؤ وجهي و لا تعابير عليه و كأن قلبي جرد من كل المشاعر و بقي صدري خاوياً ،  لست خائفة و لا حزينة و لا حتى سعيدة ، لا أشعر بشيء ، كان شعاري في وقتٍ ما في ذاك الزمان الغابر عندما كنت إنسانة "أرى السعادة في كل مكان" و فجأة حُرِفَ فصار "أرى لا شيء في كل مكان" من حرفه؟ و لِمَ؟و متى؟ لا أعلم و كأنني دخلت من باب و خرجت من آخر و ما حدث بينهم قد أُزيل من ذاكرتي ، هل هي أعراض اكتآب؟ ام ضيقة عابرة تغير روتين حياتي مؤقتاً؟ أم أنها غربلة فريدة من نوعها لي؟ كل ما اعرفه بأني بالضبط مثل هذا -_- السؤال الأهم لِمَ يحبون الحياة؟ كلهم يريد النجاة ليعيش أكثر الكبير و الصغير ، من عاش كثيراً كان يتمنى الموت اكثر و ها هو يركض و يسبقهم هارباً من الموت ، ما الذي يجعلهم يحبونها؟! فقدت القدرة على الإحساس بلذتها منذ زمن ، و كل شيء أصبح باهت اللون ، من تعبث بزر ألواني؟ من اخفت الاضاءة حتى اصبحت كل الألوان رمادية؟ كل الوجوه متشابهة في نظري انف هذا المعوج يشبه انفها الصغير ، عينيها الناعستين تماماً كعينيه الجاحظتين ، ذاك السمين هو نفسه هذا الضعيف كلهم سواء لا يتخلفون بنظري و لو بذرة ، حتى كتبي أحب الأشياء لقلبي كل أحرفها سواء مهما تلونت الأغلفة. *هناك قطعة صغيرة في قلبي ما زالت تنبض لم يمسها المخربون بعد ، ما جعلني اتأكد من ذلك أني أتمنى ، و الأمنية لون جميل يُزين خيالنا و أحلامنا.*